احباب الله محاضرات اسلاميه برامج كتب اكترونيه قران كريم يمن اللايمان
احباب الله محاضرات احاديث قران برامج كتب علميه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

احباب الله محاضرات اسلاميه برامج كتب اكترونيه قران كريم يمن اللايمان
احباب الله محاضرات احاديث قران برامج كتب علميه
احباب الله محاضرات اسلاميه برامج كتب اكترونيه قران كريم يمن اللايمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احباب الله محاضرات اسلاميه برامج كتب اكترونيه قران كريم يمن اللايمان

قران كريم محاضرات اسلاميه اناشيد كتب تعليميه مفيده


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

من هم الفائزون بجائزة المولى عز وجل

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1من هم الفائزون بجائزة المولى عز وجل Empty من هم الفائزون بجائزة المولى عز وجل الإثنين يوليو 30, 2012 9:05 pm

Admin

Admin
Admin

من هم الفائزون
بجائزة المولى عز وجل



سلمان نصيف الدحدوح

دار البشائر الاسلامية

الاهداء

الى كل من جاهد بنفسه ليفوز بجائزة المولى عز وجل الكبرى

المقدمة

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيّد المرسلين, وبعد..
وددت في كتابة بحث قصير يستفيد منه الصغير والكبير, وبعد تفكير, جال في
خاطري عدة موضوعات اسلامية هامة وهادفة, اعتمدت من بينها هذا الموضوع الذي
ظهر لي عندما كنت أتلو سورة التوبة صباح يوم الجمعة, ووقع نظري على الفوز
العظيم عند الله تعالى في قوله عز وجل:
{ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة, يقاتلون في
سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن, ومن
أوفى بعده من الله, فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به, وذلك هو الفوز
العظيم}.التوبة 111.

فقلت في نفسي سوف أرى من هم الفائزون عند الله تعالى بالدرجات العلا,
والخلود في الجنة, ورضوان الله تعالى, والنعيم الدائم, والمساكن الطيبة,
وجنات عدن, وجنات تجري من تحتها الأنهار, وتكفير السيئات, والخلاص من الانر
ومن الجحيم, ومن حفظه الله تعالى من نتائج وعواقب يوم القيامة, ومن
خلّصهم الله سبحانه ونجاهم من جهنّم, ومن بشرهم الله تعالى بالجنة.

كل ذلك شدّني لمعرفة الفائزين بهذه النعم الجليلة التي تفضّل الله بها
على عباده المؤمنين المتقين المخلصين الصادقين المجاهدين المحسنين
الصابرين...

وكان أن كتبت بحثي هذا المتواضع راجيا الله عز وجل أن ينفعني به وكافة
اخواني المسلمين, وأن نعمل جميعا جاهدين لنكون من الفائزين عند الله تعالى,
وهل بعد الفوز بجائزة المولى عز وجل الكبرى من فوز؟!!!

اللهم اليك أنبنا واليك المصير, اللهم سدّد خطانا, وانفعنا بما علمتنا,
وزدنا علما, واغفر لنا ان نسينا أو أخطأنا, واكتبنا مع الناجين, واجعلنا من
الفائوين عندك.. اللهم آمين.

وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




















الفوز لغة

الفوز:
النجاة والظفر بالأمنيّة والخير.
والهلاك: ضدّه.
فاز فلان بالفوز فوزا ومفازا ومفازة: ظفر به.
فاز من الشر: نجا.
فاز فوزا: ظفر بالخير والأمنيّة: لقي ما يغتبط, " وتأويله التباعد عن المكروه".
فاز به: ظفر به.
فاز منه: نجا.
فاز: مات. ويقال: مات فلان وفوز فلان بعده.
فاز به فوزا ومفازا ومفازة.
وقوله عز وجل:{ ان للمتقين مفازا* حدائق وأعنابا}. انما أراد موجبات
مفاوز, ولا يجوز أن يكون المفاز هنا اسم الموضع, لأن الحدائق والأعناب لسن
مواقع.
أفازه الله بكذا: أظفره.
الفائزة: شيء يسّره ويصيب به الفوز.
قال الليث: الفوز: الظفر بالهير والنجاة من الشر.
مفازة مصد فاز, والاسم الفوز.
المفازة: المنجاة والنجاة.
أو المهلكة: الصحراء.
والجمع مفاوز.
وسميّت بذلك لأنها مهلكة من فوز أي هلك.
وقيل: سميّت تفاؤلا من الفوز, النجاة.



-1-
الفائز: أصحاب الجنة
الجائزة: الجنة

قال الله تعالى في سورة الحشر:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس
ما قدّمت لغد واتقوا الله, ان الله خبير لما تعملون* ولا تكونوا كالذين
نسوا الله فأنساهم أنفسهم, أولئك هم الفاسقون* لا يستوي أصحاب النار وأصحاب
الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}. 18-20

أمر الله عز وجل المؤمنون بتقواه, أي أن يخافوه ويحذروا عقابه, وذلك
بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه, وأن يحاسب كل منهم نفسه, ويرى ما قدمت من
الأعمال الصالحة وادخرتها ليوم القيامة, ليوم المعاد والعرض على الله عز
وجل, قبل أن تحاسب النفس.

وقد كرّر الله سبحانه تأكيد التقوى التي هي وصيّة الله تعالى للأولين
والآخرين لمنزلتها عند الله تعالى, واعلموا أن الله تعالى مطّلع على جميع
أعمالكم وأحوالكم, لا تخفى عليه خافية, فيجازيكم عليها. ولا تكونوا يا
معشر المؤمنين كالذين تركوا ذكر الله ومراقبته وطاعته, فأنساهم حقوق
أنفسهم وحظها من العمل الصالح الذي ينفعهم في معادهم, أولئك هم الفجرة
الخارجون عن طاعة الله, الخاسرون يوم معادهم.

ولا يتساوى يوم القيامة عند الله الأشقياء والسعداء, أهل النار وأهل الجنة
في الفضل والرتبة, فأصحاب الجنة هم الفائزون بالسعادة الأبديّة في دار
النعيم, وذلك هو الفوز العظيم.


-2-
الفائز: أولياء الله
الجائزة: لهم البشرى في الدارين

قال الله تعالى في سورة يونس:{ ألا ان أولياء الله لا خوف عليهو لا هم
يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون* لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي
الآخرة, لا تبديل لكلمات الله, ذلك هو الفوز العظيم}. 62-64

يخبر الله عز وجل أن أولياءه الذين آمنوا وكانوا يتقون –فكل من كان تقيا
كان وليا لله- لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة, ولا يحزنون
على ما وراءهم في الدنيا.

فمن تولاه الله تعالى, وتولى حفظه وحياطته, ورضي عنه, فلا يخاف يوم القيامة ولا يحزن.

وقيل: لا خوف عليهم من ذريّتهم, لأن الله سبحانه يتولاهم.

ولا هم يحزنون على دنياهم, لتعويض الله اياهم في أولادهم, وأخراهم لأنه وليّهم ومولاهم.

ولهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة, أي لهم ما يسرّهم في الدارين, حيث
تبشرهم الملائكة عند الاحتضار برضوان الله تعالى ورحمته, وفي الآخرة بجنان
النعيم والفوز العظيم, ولا اخلاف لوعده, وهذا هو الفوز الذي لا فوز وراءه,
والظفر المقصود الذي لا يضاهى.


-3-
الفائز: الصادقون
الجائزة: جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا

قال الله تعالى في سورة المائدة: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم,
لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا, رضي الله عنهم ورضوا
عنه, ذلك الفوز العظيم} 119.

أي يوم القيامة ينفع الصادقين في الدنيا صدقهم لأنه يوم الجزاء.
وقال ابن عباس: يوم ينفع الموحدين توحيدهم, لهم جنّات تجري من تحتها غرفها
وأشجارها الأنهار, ماكثين فيها لا يخرجون منها أبدا, وقد نالوا رضوان الله
لصدقهم وطاعتهم, ورضوا عن الله سبحانه فيما أثابهم وجازاهم, ذلك هو الظفر
الذي عظم خيره وكثر, وارتفعت منزلة صاحبه وشرفه.













-4-
الفائز: المتقون من المؤمنين
الجائزة: في مقام أمين, جنات وعيون يلبسون السندس والاستبرق زوجاتهم حور عين يقدم لهم جميع الفواكه لا يذوقون في الجنة الموت

قال الله تعالى في سورة الدخان:{ ان المتقين في مقام أمين* في جنّات
وعيون* يلبسون من سندس واستبرق متقابلين* كذلك وزوّجناهم بحور عين* يدعون
فيها بكل فاكهة آمنين* لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الأولى ووقاهم عذاب
الجحيم* فضلا من ربك, ذلك هو الفوز العظيم} 57.

ان المتقين لله تعالى في الدنيا, بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه, هم اليوم
في الجنة, في موضع اقامة يأمنون فيه من الموت والمكاره, والحزن, والجزع,
والتعب, والنصب, ومن الشيطان كيده, وسائر الآفات والمصائب, وهم في حدائق
وبساتين ناضرة, وعيون جارية, يلبسون ثياب الحرير الرقيق منه وهو السندس,
والسميك منه وهو الاستبرق, متقابلين في المجالس ليستأنس بعضهم ببعض.

وكذلك أكرمهم الله عز وجل بأنواع الاكرام, وزوّجهم بالحور الحسان في
الجنان, ويقدّم لهم ما يطلبونه من أنواع الثمار, وهم آمنون من انقطاعه
وامتناعه, با يحضر اليهم كل ما أرادوا, لأجل أنهم أمنون من التخم والأمراض,
فلا تعب في الجنة ولا وصب, ولا يذوقون في الجنة الموت, لكنهم ذاقوا
الموتة الأولى في الدنيا, فلم يعد ثمّة موت, بل خلود أبد الآبدين.
وقد خلصهم الله تعالى, ونجاهم, ووقاهم, وسلّمهم, وزحزحهم من عذاب جهنّم,
العذاب الأليم في دركات الجحيم, اذ وفّقم في الدنيا الى أعمال يدخلون بها
الجنة, فحصل لهم المطلوب, ونجاهم من المرهوب, بفضله ومنّه وكرمه واحسانه,
ولهذا قال تبارك وتعالى جدّه:{ فضلا من ربّك, ذلك هو الفوز العظيم} الذي
لا فوز وراءه, فذلك هو السعادة والربح العظيم.
-5-
الفائز: من آمن بالله ورسوله
الجائزة: غفران الذنوب, دخول الجنة مساكن طيّبة, نصر من الله

قال الله تعالى في سورة الصف:{ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة
تنجيكم من عذاب أليم* تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم
وأنفسكم, ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون* يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنّات
تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنّات عدن, ذلك الفوز العظيم*
وأخرى تحبّونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين}10-13.

نداء من الله تعالى الى عباده المؤمنين الذين صدقوا الله ورسوله, وآمنوا
بربهم حق الايمان, يدلهم فيه على التجارة الرابحة, جليلة الشأن, التي
تخلصهم وتنقذهم من عذاب شديد مؤلم.

ثم بيّن الله سبحانه تلك التجارة ومواصفاتها, ووضحها؛ لتكون عرضا رابحا لمن
عمل بها, وهي: الايمان الصادق الذي لا يشوبه شك ولا نفاق, ومجاهدة أعداء
الدين بالمال والنفس, لاعلاء كلمة الله.

هذه التجارة التي تنجي من عذاب شديد, هي أقفضل من تجارة الدنيا والكد لها,
فان نفذ المؤمنون أوامر الله عز وجل, يدخلهم جناته والدرجات العالية,
بالاضافة الى نصر الله عز وجل, وغنيمته في عاجل الدنيا, وذلك مما يحبونه
ويرجون التوفيق فيه.

وذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه, والسعادة الدائمة الكبيرة التي لا سعادة بعدها.



















-6-
الفائز: من آمن بالله وعمل الصالحات
الجائزة: جنات تجري من تحتها الأنهار

قال الله تعالى في سورة البروج:{ ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم
لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ولهم عذاب الحريق* ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار, ذلك الفوز الكبير} 11.

بيّن الله عز وجل مصير المجريمن الذين عذّبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات
بالنار ليفتنوهم عن دينهم, ولم يرجعوا عن كفرهم وطغيانهم, أن لهم عذاب
جهنم المخزي بكفرهم, ولهم العذاب المحرق باحراقهم المؤمنين.

قال الحسن البصري رحمه الله:
أنظروا الى هذا الكرم والجود من الله عز وجل, قتلوا أولياءه, وهو يدعوهم الى التوبة والمغفرة, سبحانك اللهم ما أكرمك وماأحلمك.

ولما ذكر مصير المجرمين أعقبه بذكر مصير المؤمنين الذين جمعوا بين
الايمان الصادق والعمل الصالح, لهم البساتين والحدائق المزهرة التي تجري من
تحت قصورها أنهار الجنة. قال الطبري: هي أنهار الخمر واللبن والعسل.
بخلاف ما أعد لأعدائه من الحريق والجحيم.

ولهذا قال تعالى:{ ذلك الفوز الكبير}, الظفر بالمطلوب الذي لاسعادة ولا فوز بعده.



-7-
الفائز: من آمن وعمل الصالحات
الجائزة: رحمة الله بدخول الجنة

قال الله تعالى في سورة الجاثية:{ ولله ملك السموات والأرض, ويوم تقوم
الساعة يومئذ يخسر المبطلون* وترى كل أمّة تدعى الى كتابها اليوم تجزون ما
كنتم تعملون* هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق, انّا كنّا نستنسخ ما كنتم
تعملون* فأمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته, ذلك هو
الفوز المبين} 27-30.

يخبر الله عز وجل أنه مالك السموات والأرض, المالك لجميع الكائنات العلوية والسفلية, والحاكم فيهما في الدنيا والآخرة.

ويوم القيامة يخسر الكافرون الجاحدون بآيات الله, وترى كل أمة من الأمم
جالسة على الركب من شدّة الهول والفزع, كما يجثوا الخصوم بين يدي الحاكم
بهيئة الخائف الذليل, تنتظر صحائف أعمالها, ففي هذا اليوم الرهيب تلقى
جزاءها, ان خيرا فخير, وان شرّا فشر, فكتاب كل امّة يشهد عليها, فتحضر جميع
الأعمال من غير زيادة ولا نقصان, لأن الله سبحانه أمر الحفظة بكتابة
أعمال الناس, واثباتها عليهم.

فأما المؤمنون الصالحون المتقون للله سبحانه في الحياة الدنيا, وعملت
جوارحهم الأعمال الصالحة الموافقة للشرع, يدخلهم ربهم في رحمته وهي جنّته,
وهذا هو الفوز العظيم, الواضح البيّن الذي لا فوز وراءه.



-8-
الفائز: من آمن وهاجر وجاهد في سبيل الله بنفسه وماله
الجائزة: الدرجة العظيمة عند الله

قال الله تعالى في سورة التوبة:{ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل
الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله, وأولئك هم الفائزون* يبشّرهم
ربّهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم* خالدين فيها أبدا, ان
الله عنده أجر عظيم} 20-22.

ان الذين طهّروا أنفسهم من دنس الشرك بالايمان, وطهروا أبدانهم بالهجرة
من الأوطان, وبذلوا أنفسهم وأموالهم للجهاد في سبيل الرحمن, هؤلاء المتصفون
بالأوصاف الجليلة أعظم أجرا, وأرفع ذكرا من سقاة الحج, وعمارة المسجد
الحرام وهم بالله مشركون, وعن القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم معرضون,
فلم يكن ينفعهم عند الله مع الشرك به.

أولئك المؤمنون هم المختصون بالفوز العظيم في جنّات النعيم يبشرهم المولى
برحمة عظيمة, ورضوان كبير من رب عظيم, وجنات عالية, قطوفها دانية, لهم في
تلك الجنات نعيم دائم لا زوالله, ماكثين في الجنان الى ما لا نهاية
وثزابهم عند الله عظيم.

قال: أبو حيّان: لما وصف الله المؤمنين بثلاث صفاتك الايمان, الهجرة,
الجهاد بالنفس والمال, قابلهم على ذلك بالتبشير بثلاث: الرحمة, الرضوان,
والجنان. فبدأ الرحمة لأنها أعم النعم في مقابلة الايمان, وثنّى بالرضوان
الذي هو نهاية الاحسان في مقابلة الجهاد, وثلّث بالجنة في مقابلة الهجرة
وترك الأوطان.


-9-
الفائز: من أطاع الله ورسوله وخشي الرحمن واتّقاه
الجائزة: رضوان الله تعالى

قال الله تعالى في سورة النور:{ أفي قلوبهم مرض أن ارتابوا أم يخافون أن
يحيف الله عليهم ورسوله, بل أولئك هم الظالمون* انما كان قول المؤمنين اذا
دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا, وأولئك هم
المفلحون* ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} 50-52.

يخبر الله سبحانه وتعالى عن صفات المنافقين أنهم يخالفون أقوالهم
بأعمالهم فيقولون مالا يفعلون, فاذا طلبوا الى اتباع الهدى فيما أنزل الله
على رسوله أعرضوا عنه واستكبروا في أنفسهم عن اتباعه.

ثم أخبر تعالى عن صفات المؤمنين المسارعين الى مرضاة الله تعالى وطاعته,
والاستجابة الى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم في كل فعل وعمل.

هؤلاء الذين يخافون الله عز وجل فيما مضى من عمرهم, وما فرط منه من الذنوب, واتقاه فيما بقي من عمره, فامتثل أوامره, واجتنب زواجره.

هؤلاء هم السعداء الذين فازوا بكل خير وآمنوا من كل شر في الدنيا والآخرة, الناجون من عذاب الله والفائزون برضوانه.





-10-
الفائز: من باع نفسه وماله الى الله عز وجل
الجائزة: البشرى بالبيع وهي الجنة

قال الله تعالى في سورة التوبة:{ ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بأن لهم الجنة, يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه
حقا في التوراة والانجيل والقرآن, ومن أوفى بعهده من الله, فاستبشروا
ببيعكم الذي بايعتم به, وذلك هو الفوز العظيم} 111.

الحكم عام في كل مجاهد في سبيل الله من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة.

ان الله عز وجل اشترى من عباده المؤمنين أمواله وأنفسهم بالجنة, بايعهم فأغلى لهم الثمن.

قال بعضهم: ناهيك عن بيع البائع فيه المؤمن, والمشتري فيه رب العزة,
والثمن فيه الجنة, والصك فيه الكتب السماوية, والواسطة فيه محمد صلى الله
عليه وسلم.
فسواء جاهد المؤمنون في سبيل الله لاعزاز دينه, واعلاء كلمته, والظفر
بالأعداء وقتلهم, أو الاستشهاد في المعركة بموتهم, وجبت لهم الجنة.

فان الله عز وجل أكّد هذا الوعد, وأخبر بأنه قد كتبه على نفسه, وأنزله
على رسله في كتبه المقدّسة, التوراة, والانجيل, والقرآن, فانه لا يخلف
وعده, ومن أوفى بعهده من الله, وهو يضمن الوفاء بالوعد والوعيد.

فيبشّر الله عز وجل بذلك البيع الرابح, ويطلب من عباده الفرح, لأنه هو
الفوز الذي لا فوز أعظم منه, وهو الظفر بالجنة, والخلود فيها.
-11-
الفائز: من تاب ووقاه الله السيئات
الجائزة: رحمة الله بدخول الجنة

قال الله تعالى في سورة غافر:{ ربنا وأدخلهم جنّات عدن التي وعدتهم ومن
صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم, انك أنت العزيز الحكيم* وقهم السيئات,
ومن تق اليئات يومئذ فقد رحمته, وذلك هو الفوز العظيم} 8-9.

الملائكة حملة العرش القرّبين, ومن حوله من الملائكة, ينزهون الله عز وجل
عما يقول الكفار, ويسبّحون بحمد ربهم, وهم خاشعون أذلاء, ويقولون: وسعت
رحمتك وعلمك كل شيء, فاغفر للذين تابوا من الشرك والمعاصي, واتبعوا دين
الاسلام, واصرف عنهم عذاب الجحيم حتى لا يصل اليهم, وأدخلهم جنات عدن التي
وعدتهم,وقهم ما يسوءهم. وقيل: وقهم عذاب السيئات, أي احفظهم يا رب من فعل
المنكرات والفواحش التي توبق أصحابها.

ومن تق السيئات, ومن تحفظه من نتائجها وعواقبها يوم القامة, فقد رحمته
بدخول الجنة, ولطفت به ونجيّته من العقوبة. وتلك النجاة الكبيرة, وذلك
الغفران, ودخول الجنانو والظفر العظيم الذي لا ظفر مثله.








-12-
الفائز: من جاهد بنفسه وماله في سبيل الله
الجائزة: الفضل من الله والأجر العظيم

قال اله تعالى في سورة النساء:{ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا
ثبات أو انفروا جميعا* وانّ منكم لمن ليبطئنّ فان أصابتكم مصيبة قال قد
أنعم الله عليّ اذ لم أكن معهم شهيدا* ولئن أصابكم فضل من الله ليقولنّ
كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} 71-73.

هذاخطاب من الله عز وجل للمؤمنين المخلصين من أمّة محمد صلى الله عليه
وسلم, وأمر لهم بجهاد الكفار, والخروج في سبيل الله, وجماية الشرع, وأخذ
الحذر من عدوّهم, وهذا يستلزم التأهب لهم باعداد الأسلحة والعدد, وتكثير
العدد بالنفير في سبيل الله, سريّة بعد سريّة, أو جيشا مكثفا مع الرسول صلى
الله عليه وسلم, فخيرهم نعالى في الخروج الى الجهاد متفرّقين ومجتمعين.

وان تخلّف أو تأخر عن الجهاد نفر منكم فهو من المنافقين. فان أصابكم قتل
وشهادة, وغلبكم العدو لحكمة يعلمها الله, قال: لقد أنعم الله عليّ اذا لم
أكن معهم حاضرا وقعة القتال, يعدّ ذلك من أنعم الله عليه, ولم يدر ما فاته
من الأجر في الصبر, أو الشهادة ان قتل.

وان أصابكم غنيمة ونصر, قال قول نادم, وحاسد ومتحسّر كأنه ليس من أهل
دينكم: يا ليتني معهم في الغزو لأنال حظا وافرا من الغنيمة, لا من أجل عزة
الاسلام بل طلبا لمال وتحصيلا للحطام, مع الشك في الجزاء من الله.



-13-
الفائز: من صبر على الطاعة
الجائزة: أحسن الجزاء وهو الجنة

قال الله تعالى في سورة المؤمنون:{ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا
قوما ضالّين* ربّنا أخرجنا منها فان عدنا فانّا ظالمون* قال اخسئوا فيها
ولا تكلمون* انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا
وأنت خير الراحمين* فاتخذتموهم سخريّا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون*
اني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} 106-111.

هذا جواب الله تعالى للكفار اذا سألوا الخروج من النار, والرجعة الى هذه
الدار, يقول تعالى: {اخسئوا فيها}, أي امكثوا فيها صاغرين مهانين أذلاء,
ولا تعودوا الى سؤالكم هذا, فانه لا جوال لكم عندي.

ثم أشار الى سبب هذا الجواب, وهو سخريتهم من فريق من المؤمنين.

قال مجاهد: هم بلال, وخباب, وصهيب, وغيرهم من ضعفاء المسلمين, وكان أبو جهل
وأصحابه يهزءون بهم عندما يقولون: ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا.

فسخرتم منهم واستهزأتم بهم في دعائهم اياي وتضرّعهم اليّ حتى حملكم
بغضهم وتشاغلكم بهم, أنكم أنسيتم معاملتي, وطاعتي وعبادتي, وكنتم تضحكون
عليهم في الدنيا, فجزيتهم بسبب صبرهم على أذاكم أحسن الجزاء, ونجّيتهم من
النار, فانهم هم الفائزون بالنعيم المقيم.



-14-
الفائز: من كان عمله صالحا وزحزح عن النار
الجائزة: دخول الجنة
قال الله تعالى في سورة آل عمران:{ كل نفس ذائقة الموت, وانما توفّون
اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز, وما الحياة
الدنيا الا متاع الغرور} 185.

قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت}
قال ابن عباس: لما نزل قوله تعالى:{ قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم}
السجدة11. قالوا يا رسول الله انام نزل في بني آدم, فأين ذكر الموت في
الجن, والطير والأنعام, فنزلت هذه الآية.

وفي ذكر الموت تهديد للمكّذبين بالمصير, وتزهيد في الدنيا, وتنبيه على اغتنام الأجل.
فالله عز وجل يخبر جميع خلقه بأن كل نفس ذائقة الموت, وأن مصير الخلائق
كلها الى الفناء, وكل نفس ميّتة لا محالة, مقوله تعالى:{ كل من عليها فان*
ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والاكرام} الرحمن 26-27.
فهو تعالى وحده الذي لا يموت, والجن والانس يموتون, وكذلك الملائكة وحملة
العرش, وينفرد الواحد القهار بالديمومة والبقاء, فيكون آخرا كما كان أولا.
وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس, فانه لا يبقى أحد على وجه الأرض, فاذا
انتهت البريّة أقام الله القيامة, وحاسب الخلائق حسابا عادلا, ولذا قال
الله تعالى: {وانما توفون اجوركم يوم القيامة}.
فالناس يعطون جزاء أعمالهم وافيا يوم القامة, فأجر المؤمن ثواب, وهو بشارة
للمحسنين, فمن نحّي عن النار وأبعد عنهاو وأدخل الجنّة فقد ظفر بما يرجو,
ونجا مما يخاف, وفاز بالسعادة السرمديّة, والنعيم المخلّد.
وأجر الكافر عقاب, وهو تهديد للمسيئين...
فالدنيا ليست الا دار الفناء, يستمتع بها الأحمق المغرور, حيث لا يعتدّ بالنعمة والبليّة في الدنيا أجرا وجزاء, لأنها عرضة للفناء.

فالنظر في متاع الدنيا يغرّ الانسان بما يمنّيه من طول البقاء, وهو منقطع عن قريب.

قال سعيد بن جبير: الدنيا متاع الغرور لمن لم يشتغل بطلب الآخرة, فأما من يشتغل بطلب الآخرة, فهي له متاع بلاغ الى ما هو خير منها.

وقال قتادة: هي متاع متروك توشك أن تضمحل بأهلها, فينبغي للانسان أن يأخذ من هذا المتاع بطاعة الله سبحانه ما استطاع.

ولقد أحسن من قال:
هي دار الأذى والقذى ودار الفناء ودار الغير
فلو نلتها بحذافيرها لمّت ولم تقض منها الوطر
أيا من يؤمّل طول الخلود وطول الخلود عليه ضرر
اذا أنت شبت وبان الشباب قلا خير في العيش بعد الكبر









-15-
الفائز: من يصرف عنه العذاب يوم القيامة
الجائزة: الفوز والنجاة والرحمة

قال الله تعالى في سورة الأنعام:{ قل اني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم
عظيم* من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه, وذلك هو الفوز المبين} 15-16.

قل يا محمد اني أستسلم لأمر الله تعلى, واني أخاف ان عصيت ربي بعبادة غيره عذاب يوم القيامة.

وقال ابن عباس: (أخاف) هنا بمعنى أعلم.

فمن يصرف عنه العذاب يوم القيامة, فقد رحمه الله تعالى, ومن رحمه الله تعالى فقد فاز ونجا ورحم.












-16-
الفائز: من يطع الله ورسوله
الجائزة: نوال الخير والظفر به

قال الله تعالى في سورة الأحزاب:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا
قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد
فاز فوزا عظيما} 70-71.

يأمر الله عز وجل عباده المؤمنين بتقواه ومراقبته في جميع أقوالهم
وأفعالهم, وأن يعبدوه عبادة من كاأنه يراه, وأن يقولوا قولا مستقيما مرضيا
لا اعوجاج فيه ولا انحراف, ووعدهم أنهم اذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن
يوفقهم لصالح الأعمال, ويتقبلها منهم, وأن يغفر لهم الذنوب والأوزار
الماضية, ويمحوها عنهم, وما قد يقع في المستقبل يلهمهم التوبة منها.

ومن يطع الله عز وجل, ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد فاز فوزا عظيما,
ونال غاية مطلوبه, وأجير من نار جهنّم, وصار الى النعيم المقيم.










-17-
الفائز: من يطع الله ورسوله فيما حكم
الجائزة: جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها

قال الله تعالى في سورة النساء:{ تلك حدود الله, ومن يطع الله ورسوله
يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها, وذلك الفوز العظيم}13.

هذه فرائض الله تعالى في الميراث, أي شرائعه وأحكامه التي حدّها وبيّنها
لعباده بحسب قربهم من الميّت, واحتياجهم اليه, وفقدهم له عند عدمه.

فمن أطاع أمر الله سبحانه فيما حكم, وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيما
بيّن, فلم يزد بعض الورثة, ولم ينقص بعضها بحيلة أو وسيلة, بل تركهم على
حكم الله, وفريضته وقسمته, يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار, ماكثين فيها
أبدا وذلك الفوز والفلاح العظيم.












-18-
الفائز: المؤمن الذي يخاف الله عز وجل
الجائزة: تفضل الله عليه برحمته وهدايته للايمان

قال الله تعالى في سورة الصافات:{ يقول أءنّك لمن المصدّقين* أءذا متنا
وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمدينون* قال هل أنتم مطّلعون* فاطّلع فرءاه في
سواء الجحيم* قال تالله ان كدت لتردين* ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين*
أفما نحن بميّتين* الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين* انّ هذا لهو الفوز
العظيم} 52-60.

يخبر الله عز وجل عن أهل الجنة أنه يقبل بعضهم على بعض يتساءلون ويتحدثون
عمّا جرى لهم في الدنيا, يتذاكرون نعيمهم وحال الدنيا, وثمرة الايمان.
يقول قائل من أهل الجنة: اني كان لي في الدنيا صديق وجليس ينكر البعث, يقول لي:
أتصدّق بالبعث, والجزاء, والحساب, والنشور؟ هل اذا متنا وأصبحنا ذرات من تراب وعظاما نخرة, أئنا لمحاسبون ومجزيون بأعمالنا؟!

يقول المؤمن لاخوانه في الجنة:
هل أنتم مطّلعون الى النار للنظر كيف حال ذلك القرين, فنرظ فأبصر صاحبه
الكفار في وسط الجحيم يتلظى سعيرها, فخاطبه المؤمن شامتا قائلا له:
والله لقد قاربت أن تهلكني باغوائك, ولولا فضل الله عليّ بتثبيتي على
الايمان, لكنت معك في النار, محضرا ومعذبا في الجحيم. ثم يخاطبه مستهزءا:
هل لا تزال على اعتقادك بأننا لن نموت الا مرّة واحدة, وأنه لا بعث ولا
جزاء ولا حساب ولاعذاب؟! لقد أعطانا الله تعال من الخلد في الجنّة والاقامة
في دار الكرمة بلا موت فيها ولا عذاب, ان هذا النعيم الذي ناله أهل الجنة
لهو الفوز العظيم.

-19-
الفائز: المؤمنون والمؤمنات
الجائزة: جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
ومساكن طيّبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر

قال الله تعالى في سورة التوبة:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض,
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون
الله ورسوله, أولئك سيرحمهم الله, ان الله عزيز حكيم* وعد الله المؤمنين
والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبة في جنّات
عدن, ورضوان من الله أكبر, ذلك هو الفوز العظيم} 71-72

وعد الله المؤمنين والمؤمنات الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر,
ويقيمون الصلاة, ويؤتون الزكاة, ويطيعون الله ورسوله, على ايمانهم بجنات
وارفة الظلال, وبساتين تجري من تحت أشجارها وغرفها الأنهار, لابثين فيها
أبدا, لا يزول عنهم نعيمها ولا يبيد, ومنازل يطيب فيها العيش في جنات الخلد
والاقامة, وهي قصور من الزبرجد والدر والياقوت يفوح طيبها من مسيرة
خمسمائة عام, مع رضوان الله سبحانه, وأي شيء أكبر من ذلك كله, فان ذلك هو
الظفر العظيم الذي لا سعادة بعده.

روى البخاري ومسلم عن سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:" يقول الله عز وجل لأهل الجنّة هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا وما لنا
لا نرضى, وقد أعطيتنا ما لم نعط أحدا من خلقك. فيقول: أفلا أعطيكم أفضل من
ذلك!
فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟
قال: أحلّ عليكم رضواني, فلا أسخط عليكم أبدا".

-20-
الفائز: المؤمنون والمؤمنات
الجائزة: جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها يكفّر عنهم سيئاتهم

قال الله تعالى في سورة الفتح:{ هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين
ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والأرض, وكان الله عليما
حكيما* ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
ويكفّر عنهم سيئاتهم, وكان ذلك عند الله فوزا عظيما} 4-5

ان الله عز وجل هو الذي جعل السكون والطمأنينة في قلوب المؤمنين –يوم
الحديبية- الذين انقادوا لحكم الله ورسوله, فلما اطمأنت قلوبهم بذلك, زادهم
الله يقينا مع يقينهم, وتصديقا مع تصديقهم, برسوخ العقيدة في القلوب,
والتوكل على علام الغيوب.

ولله جلّت عظمته –كل جنود السموات والأرض من الملائكة والجن والحيوانات
والصواعق المدمّرة, والزلال, والخسف, والغرق, جنود لا تحصى ولا تغلب,
يسلطها على من يشاء.

قال ابن كثير: ولو أرسل عليه ملكا واحدا لأباد خضراءهم, ولكنه تعالى شرع
لعباده الجهاد, بما له في ذلك من الحجة القاطعة والحكمة البالغة, والله
عليم بأحوال خلقه, حكيما في تقديره وتدبيره, ليدخل المؤمنين والمؤمنات على
طاعتهم وجهادهم, حدائق وبساتين ناضرة, تجري من تحتها أنهار الجنة, ماكثين
فيها أبدا, ويمحو عنهم خطاياهم وذنوبهم, وكان ذلك الادخال في الجنات,
والتكفير عن السيئات فوزا كبيرا, وسعادة لا مزيد عليها, اذ ليس بعد نعيم
الجنّة نعيم.

الحمد لله الذي وفقني لانهاء هذه الرسالة كتابة على الورد أخوكم منير الليل














2



























من هم الفائزون بجائزة المولى عز وجل Quote

https://ahbabalach.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى